Translate حول الصفحة لأي لغة تريدها

السبت، 30 يونيو 2018

37.وصف الجنة والحور العين



وصف الجنة والحور وقوله (صلي الله عليه وسلم)لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله

 باب لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله

تقدم في باب لن ينجي أحد عمله‏.‏
*  باب صفة الجنة وما فيها من الخير
18717- عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏يقول الله عز وجل كل يوم للجنة‏:‏ طيبي لأهلك، فتزداد طيباً، فذلك البرد الذي يجده الناس يسحر من ذلك‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن عبد الغفار وهو متروك‏.‏
18718- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏
‏"‏في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر‏"‏‏.‏ 
 
 
رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار رجال الصحيح‏.‏
18719- وعن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏إن الله تبارك وتعالى ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل، فيفتح الذكر في الساعة الأولى، لم يره غيره، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن، وهي التي لم يرها غيره ولم تخطر على قلب بشر، لا يسكنها معه من بني آدم غير ثلاثة‏:‏ النبيين والصديقين والشهداء، ثم يقول‏:‏ طوبى لمن دخلك‏"‏‏.‏ رواه البزار وفيه زيادة بن محمد وهو ضعيف‏.‏
18720- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏قال الله عز وجل‏:‏ أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن مصعب القرقساني وهو ضعيف بغير كذب‏.‏
18721- وبسنده قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏ما رأيت مثل الجنة نام طالبها، ولا مثل النار نام هاربها‏"‏‏.‏
باب في تربة الجنة
18722- عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود‏:‏
‏"‏إني سائلهم عن تربة الجنة، وهي درمكة بيضاء‏"‏‏.‏ فسألهم فقالوا‏:‏ خبزة يا أبا القاسم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الخبز من الدرمك‏"‏‏.‏
رواه أحمد وإسناده حسن‏.‏
18723- وعن سهل بن سعد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إن في الجنة مراغاً من مسك مثل مراغ دوابكم في الدنيا‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجالهما ثقات‏.‏
باب في نوق الجنة
18724- عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏أهل الجنة يتزاورون على نجائب بيض كأنهن الياقوت، وليس في الجنة ‏[‏شيء‏]‏ من البهائم إلا الإبل والطير‏"‏‏.‏
رواه الطبراني وفيه جابر بن نوح وهو ضعيف‏.‏
باب في خيل الجنة
18725- عن عبد الرحمن بن ساعدة قال‏:‏ كنت أحب الخيل فقلت‏:‏ يا رسول الله هل في الجنة خيل‏؟‏ فقال‏:‏
‏"‏إن أدخلك الله الجنة يا عبد الرحمن كان لك فيها فرس من ياقوت، له جناحان يطير بك حيث شئت‏"‏‏.‏
رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏
باب أول طعام أهل الجنة
18726- عن طارق بن شهاب قال‏:‏ جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ أخبرنا ما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أول ما يأكلون كبد الحوت‏"‏‏.‏
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن بهرام وهو ثقة‏.‏
باب فيما أعده الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة
18727- عن عتبة بن عبد الله قال‏:‏ جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ما حوضك الذي تحدث عنه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏كما بين البيضاء إلى بصرى، يمدني الله فيه بكراع لا يدري إنسان ‏[‏ممن‏]‏ خلق أين طرفاه‏"‏‏.‏ فكبر عمر، فقال‏:‏ ‏"‏أما الحوض فيرد عليه فقراء المهاجرين الذين يقاتلون في سبيل الله ويموتون في سبيل الله، وأرجو أن يوردني الكراع فأشرب منه‏"‏‏.‏
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب، ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفاً ثم يحثي ربي تبارك وتعالى بكفيه ثلاث حثيات‏"‏‏.‏ فكبر عمر، وقال‏:‏ ‏"‏إن السبعين الأولى يشفعهم الله في آبائهم وأبناءهم وعشائرهم، وأرجو أن يجعلني الله في إحدى الحثيات الأواخر‏.‏ فقال الأعرابي‏:‏ يا رسول الله فيها فاكهة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم وفيها شجرة تدعى طوبى، طابق الفردوس‏"‏‏.‏
فقال‏:‏ أي شجر أرضنا تشبه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ليس تشبه شيئاً من شجر أرضك، ولكن أتيتَ الشام‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لا يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة، تنبت على ساق واحد، ثم ينتشر أعلاها‏"‏‏.‏
قال‏:‏ فما عظم أصلها‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك لما قطعتها حتى تنكسر ترقوتها هرماً‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فيها عنب‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ما عظم العنقود فيها‏؟‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏مسيرة شهر للغراب الأبقع، لا ينثني ولا يفتر‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فما عظم الحبة منه‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هل ذبح أبوك تيساً من غنمه عظيماً‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏فسلخ إهابها فأعطاه أمك فقال‏:‏ ادبغي هذا ثم أفري لما منه ذنوباً يروي ماشيتنا‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي‏"‏‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وعامة عشيرتك‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وفي الكبير وأحمد باختصار عنهما وفيه عامر بن زيد البكالي وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات‏.‏
18728- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏عرضت علي الجنة فذهبت أتناول منها قطفاً أريكموه فحيل بيني وبينه‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ يا رسول الله ما مثل الحبة من العنب‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏كأعظم دلو فرت أمك قط‏"‏‏.‏
رواه أبو يعلى وإسناده حسن‏.‏
18729- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏إن في الجنة شجرة مستقلة على ساق واحد عرض ساقها ثنتان وسبعون‏"‏‏.‏
رواه البزار والطبراني وإسناد الطبراني حسن‏.‏
18730- وعن عقبة بن عبد السلمي قال‏:‏ كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال‏:‏ يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم أكثر شوكاً منها - يعني الطلح - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏يجعل مكان كل شوكة منها خصوة التيس الملبود - يعني الخصي منها - سبعون لوناً من الطعام لا يشبه لون آخر‏"‏‏.‏
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏
18731- وعن ثوبان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى‏"‏‏.‏
رواه الطبراني والبزار إلا أنه قال عيد في مكانها مثلاها، ورجال الطبراني وأحد إسنادي البزار ثقات‏.‏
18732- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة وإن ورقها ليخمر الجنة‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ هو في الصحيح باختصار قوله‏:‏ ‏"‏وإن ورقها ليخمر الجنة‏"‏‏.‏
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وقد وثق على ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏
18733- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إن طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة‏"‏‏.‏ فقال أبو بكر‏:‏ يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة‏!‏ فقال‏:‏ ‏"‏أكلتها أنعم منها - قالها ثلاثاً - وإني لأرجو أن أكون ممن يأكل منها‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ رواه الترمذي باختصار‏.‏
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سيار بن حاتم وهو ثقة‏.‏
18734- وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيجيء مشوياً بين يديك‏"‏‏.‏
رواه البزار وفيه حميد بن عطاء الأعرج وهو ضعيف‏.‏
باب في ثياب الجنة
18735- عن جابر قال‏:‏ جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ثيابنا في الجنة ننسجها بأيدينا، فضحك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الأعرابي‏:‏ لم تضحكون منا‏؟‏ جافٍ يسأل عالماً‏!‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏صدقت يا أعرابي ولكنها ثمرات‏"‏‏.‏
رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال‏:‏ فقال الأعرابي‏:‏ مم تضحكون‏؟‏ من جاهل يسأل عالماً‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا ولكنها تخلق خلقاً أو تنشق عنها ثمار أهل الجنة‏"‏‏.‏
والطبراني في الصغير والأوسط إلا أنه قال‏:‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مم تضحكون‏؟‏ من جاهل يسأل عالماً‏؟‏ لا يا أعرابي ولكنها تنشق عنها ثمار الجنة‏"‏‏.‏
وإسناد أبي يعلى والطبراني ورجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق‏.‏
18736- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ وقام آخر فقال‏:‏ يا رسول الله أخبرنا عن ثياب أهل الجنة، أخلق يخلق أم نسج ينسج‏؟‏ فضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مم تضحكون‏؟‏ من جاهل يسأل عالماً أين السائل‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أنا ذا يا رسول الله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏تنشق عنها ثمار الجنة‏"‏‏.‏
رواه البزار في حديث طويل ورجاله ثقات‏.‏
باب موضع سوط في الجنة خير من الدنيا
18737- عن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها‏"‏‏.‏
رواه البزار وإسناده حسن‏.‏
18738- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏لموضع سوط في الجنة خير مما بين السماء والأرض‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏
18739- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏قيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا ومثلها‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ يا أبا هريرة ما التضعيف‏؟‏ قال‏:‏ الخمار‏.‏
رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏
باب أهل الجنة لا ينامون
18740- عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل‏:‏ يا رسول الله، أينام أهل الجنة‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجال البزار رجال الصحيح‏.‏
باب زرع أهل الجنة
18741- عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏إذا دخل أهل الجنة الجنة قام رجل فقال‏:‏ يا رب ائذن في الزرع، فيأذن له فيبذر حبة، فلا يلتفت حتى تكون كل سنبلة اثني عشر ذراعاً ثم لا يبرح مكانه حتى يكون منه ركام أمثال الجبال‏"‏‏.‏ فقال أعرابي‏:‏ يا رسول الله لا تجد هذا الرجل إلا قرشياً أو أنصارياً، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
رواه الطبراني في لأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو متروك‏.‏
باب أهل الجنة لا يتبايعون
18742- وعن أبي بكر الصديق قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إن أهل الجنة لا يتبايعون، ولو تبايعوا ما تبايعوا إلا بالبر‏"‏‏.‏
رواه أبو يعلى وفيه إسماعيل بن نوح وهو متروك‏.‏
18743- وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏لو أذن الله في التجارة لأهل الجنة لاتجروا في البز والعطر‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الرحمن بن أيوب السكوني وهو ضعيف‏.‏
باب في أكل أهل الجنة وشربهم وشهواتهم
18744- عن زيد بن أرقم قال‏:‏ جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم والذي نفسي بيده، إن الرجل ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والشهوة والجماع‏"‏‏.‏ فقال اليهودي‏:‏ إن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة، والجنة مطهرة، قال‏:‏ حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده كريح المسك، فإذا بطنه قد ضمر‏"‏‏.‏
18745- وفي رواية‏:‏ بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل رجل من اليهود يقال له‏:‏ ثعلبة بن الحارث، فقال‏:‏ السلام عليك يا محمد، فقال‏:‏ ‏"‏وعليكم‏"‏‏.‏ فقال اليهود‏:‏ تزعم أن في الجنة طعاماً وشراباً وأزواجاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏نعم تؤمن بشجرة المسك‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏وتجدها في كتابكم‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏فإن البول والجنابة عرق يسيل من تحت ذوائبهم إلى أقدامهم مسك‏"‏‏.‏
رواه كله الطبراني في الأوسط وفي الكبير بنحوه وأحمد إلا أنه قال‏:‏ يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون‏؟‏ وقال لأصحابه‏:‏ إن أقر لي بهذه خصمته‏.‏ والباقي بنحوه‏.‏
ورواه البزار ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير ثمامة بن عقبة وهو ثقة‏.‏
18746- وعن ابن عباس قال‏:‏ قيل‏:‏ يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة كما نفضي إليهن في الدنيا‏؟‏ قال‏:‏
‏"‏والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليفضي الغداة الواحدة إلى مائة عذراء‏"‏‏.‏
رواه أبو يعلى وفيه زيد بن أبي الحواري وقد وثق على ضعف، وبقية رجاله ثقات‏.‏
18747- وعن أبي أمامة قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ يتناكح أهل الجنة‏؟‏ قال‏:‏
‏"‏نعم بذكر لا يمل، وشهوة لا تنقطع دحماً دحماً‏"‏‏.‏
18748- وفي ورواية‏:‏ ‏"‏لكن لا مني ولا منية‏"‏‏.‏
18749- وفي رواية‏:‏ هل ينكح أهل الجنة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم ويأكلون ويشربون‏"‏‏.‏
رواها كلها الطبراني بأسانيد ورجال بعضها وثقوا على ضعف في بعضهم‏.‏
18750- وعن أبي هريرة قال‏:‏ سئل النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل يمس أهل الجنة أزواجهم‏؟‏ قال‏:‏
‏"‏نعم، بذكر لا يمل، وفرج لا يخفى، وشهوة لا تنقطع‏"‏‏.‏
رواه البزار‏.‏
18751- وفي رواية عنده وعند الطبراني في الصغير والأوسط‏:‏ قال‏:‏ قيل‏:‏
يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏إي والذي نفسي بيده، إن الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء‏"‏‏.‏
ورجال هذه الرواية الثانية رجال الصحيح غير محمد بن ثواب وهو ثقة، وفي الرواية الأولى عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف بغير كذب، وبقية رجالها ثقات‏.‏
18752- وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏يزوج العبد في الجنة سبعين زوجة‏"‏‏.‏ فقيل‏:‏ يا رسول الله أيطيقها‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يعطى قوة مائة‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ رواه الترمذي باختصار‏.‏
رواه البزار وفيه من لم أعرفهم‏.‏
18753- وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً‏"‏‏.‏
رواه البزار والطبراني في الصغير وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي وهو كذاب‏.‏
بابان في نساء الجنة
باب ما جاء في نساء أهل الجنة من الحور العين وغيرهن
18754- عن سعيد بن عامر بن حذيم قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏
‏"‏لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت لملأت الأرض ريح مسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر‏"‏‏.‏
رواه الطبراني مطولاً أطول من هذا، وقد تقدم في صدقة التطوع، ورواه البزار باختصار كثير وفيهما الحسن بن عنبسة الوراق ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف‏.‏
18755- وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏حور عين‏}‏ قال‏:‏
‏"‏حور بيض عين ضخام شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل‏:‏ ‏{‏كأنهن الياقوت والمرجان‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏صفاؤهن كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لا تمسه الأيدي‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ يا رسول الله فأخبرني عن قول الله‏:‏ ‏{‏فيهن خيرات حسان‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏خيرات الأخلاق، حسان الوجوه‏"‏‏.‏
قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله فأخبرني عن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏كأنهن بيض مكنون‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏رقتهن كرقة الجلد الذي في داخل البيضة مما يلي القشر‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ يا رسول الله فأخبرني عن قوله‏:‏ ‏{‏عرباً أتراباً‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏هن اللاتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصاً شمطاً خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏عرباً‏:‏ معشقات محببات، أتراباً‏:‏ على ميلاد واحد‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ يا رسول الله وبم ذاك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بصلاتهن وصيامهن لله عز وجل
ألبس الله عز وجل وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفر الحلي، مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب، يقلن‏:‏ ألا نحن الخالدات فلا نموت أبداً، ألا ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً، طوبى لمن كنا له وكان لنا‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، من يكون زوجها منهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يا أم سلمة، إنها تخير فتختار أحسنهم خلقاً‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فتقول‏:‏ أي رب إن هذا كان أحسنهم خلقاً في دار الدنيا فزوجينه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وقد تقدم طريق الكبير في سورة الرحمن وفي إسنادهما سليمان بن أبي كريمة وهو ضعيف‏.‏
18756- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏حدثني جبريل عليه السلام قال‏:‏ يدخل الرجل على الحوراء فتستقبله بالمعانقة والمصافحة‏"‏‏.‏ قال رسول الله‏:‏ ‏"‏فبأي بنان تعاطيه، لو أن بعض بنانها بدا لغلب ضوءه ضوء الشمس والقمر، ولو أن طاقة من شعرها بدت لملأت ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها، فبينا هو متكئ معها على أريكة إذ أشرف عليه نور من فوقه فنظر إذا الله عز وجل قد أشرف على خلقه، فإذا حوراء تناديه‏:‏ يا ولي الله أما لنا فيك من دولة‏؟‏ فيقول‏:‏ من أنت يا هذه‏؟‏ فتقول‏:‏ أنا من اللواتي قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولدينا مزيد‏}‏ فيتحول عندها، فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع الأولى، فبينا هو متكئ معها على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه، فإذا حوراء أخرى تناديه‏:‏ يا ولي الله أما لنا فيك من دولة‏؟‏ فيقول‏:‏ ومن أنت‏؟‏ فتقول‏:‏ أنا من اللواتي قال الله عز وجل‏:‏ ‏{‏فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون‏}‏ فلا يزال يتحول من زوجة إلى زوجة‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن زربي وهو ضعيف‏.‏
18757- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً، ولأضاءت ما بينهما، ولتاجها على رأسها خير من الدنيا وما فيها‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد‏.‏
18758- وعن ابن مسعود قال‏:‏ إن المرأة من الحور العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين حلة كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء‏.‏
رواه الطبراني وسقط من إسناده رجلان‏.‏
18759- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏ما من عبد يدخل الجنة إلا وعند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين، يغنيان بأحسن صوت سمعه الإنس والجن، وليس بمزامير الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه‏"‏‏.‏
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏
18760- وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إن أزواج الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قط، إن مما يغنين‏:‏ نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام‏.‏ ينظرن بقرة أعيان‏.‏ وإن مما يغننين به‏:‏ نحن الخالدات فلا نمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنه‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏
18761- وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏إن الحور في الجنة يغنين يقلن‏:‏ نحن الحور الحسان، هدينا لأزواج كرام‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا‏.‏
18762- وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول، ثم تأتيه امرأته فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب، فتسلم عليه فيرد السلام، ويسألها‏:‏ من أنت‏؟‏ فتقول‏:‏ أنا من المزيد، وإنه ليكون عليها سبعون ثوباً، أدناها مثل النعمان من طوبى، فينفذها حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك، وإن عليها من التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب‏"‏‏.‏
رواه أحمد وأبو يعلى وإسنادهما حسن‏.‏
18763- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏خلق الحور العين من الزعفران‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفي إسنادهما ضعفاء‏.‏

باب فيمن يدخل الجنة من عجائز الدنيا
18764- عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته عجوز من الأنصار فقالت‏:‏ يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الجنة لا تدخلها عجوز‏"‏‏.‏ فذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فصلى ثم رجع إلى عائشة فقالت عائشة‏:‏ لقد لقيت من كلمتك مشقة وشدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن ذلك كذلك، إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكاراً‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسعدة بن اليسع وهو ضعيف‏.‏

باب في درجات الجنة
18765- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ رواه الترمذي غير قوله‏:‏ ‏"‏خمسمائة عام‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف‏.‏

باب في غرف الجنة
18766- عن أبي مالك الأشعري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى والناس نيام‏"‏‏.‏
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن معانق ووثقه ابن حبان‏.‏
18797- وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها‏"‏‏.‏ فقال أبو موسى الأشعري‏:‏ لمن هي يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لمن ألان الكلام وأطعم الطعام وبات لله قائماً والناس نيام‏"‏‏.‏
رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم‏.‏
قلت‏:‏ وقد تقدمت أحاديث في هذا المعنى في فضل صلاة التطوع‏.‏

باب كيف يصير لون الأسود في الجنة
18768- عن ابن عمر قال‏:‏ جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏سل واستفهم‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام‏"‏‏.‏
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من قال لا إله إلا الله كتب له بها عهد عند الله، ومن قال‏:‏ سبحان الله وبحمده كتب له بها مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة‏"‏‏.‏ فقال رجل‏:‏ كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله، فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفد ذلك كله إلا أن يتطاول الله برحمته، ونزلت ‏[‏هذه السورة‏]‏‏:‏ ‏{‏هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏نعيماً وملكاً كبيراً‏}‏‏"‏‏.‏ قال الحبشي‏:‏ وإن عيني لتريا عينك في الجنة‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ فاستبكى الحبشي حتى فاضت نفسه‏.‏
فقال ابن عمر‏:‏ لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده‏.‏
رواه الطبراني وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف‏.‏
باب في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ومساكن طيبة في جنات عدن‏}‏
18769- عن عمران بن حصين وأبي هريرة قالا‏:‏ سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ومساكن طيبة في جنات عدن‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏قصر في الجنة من لؤلؤة، فيها سبعون داراً من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتاً من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريراً على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون، على كل فراش امرأة، في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لوناً من طعام، في كل بيت سبعون وصيفاً ووصيفة، يعطى المؤمن من القوة ما يأتي على ذلك كله في غداة واحدة‏"‏‏.‏
رواه الطبراني وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف‏.‏

باب زيارة الإخوان في الجنة
18770- عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيبكي هذا ويبكي هذا، فيتحدثان بما كانا فيه في الدنيا، فيقول أحدهما لصاحبه‏:‏ يا فلان أتدري أي يوم غفر الله لنا‏؟‏ يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا فغفر الله لنا‏"‏‏.‏
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن دينار والربيع بن صبيح وهما ضعيفان وقد وثقا‏.‏

باب في رؤية أهل الجنة لله تبارك وتعالى ورضاه عنهم
18771- عن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏أتاني جبريل عليه السلام وفي يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء، فقلت‏:‏ ما هذه يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ هذه الجمعة يعرضها ربك لتكون لك عيداً ولقومك من بعدك، تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك، قال‏:‏ ما لنا فيها‏؟‏ قال‏:‏ لكم فيها خير، لكم فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه، وليس له بقسم إلا ودخر له ما هو أعظم منه، أو تعوذ فيها من شر هو مكتوب إلا أعاذه من أعظم منه‏.‏
قلت‏:‏ ما هذه النكتة السوداء فيها‏؟‏ قال‏:‏ هذه الساعة تقوم يوم الجمعة، وهو سيد الأنام عندنا، ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد‏"‏‏.‏
قال‏:‏ ‏"‏قلت‏:‏ لم تدعونه يوم المزيد‏؟‏ قال‏:‏ إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة
وادياً أفيح من المسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه حتى حف الكرسي بمنابر من نور، وجاء النبيون حتى يجلسوا عليها، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب، ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب، فيتجلى لهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول‏:‏ أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي، هذا محل كرامتي فسلوني‏.‏ فيسألوه الرضا فيقول الله عز وجل‏:‏ رضائي أحلكم داري، وأنالكم كرامتي، فسلوني‏.‏ فيسألوه حتى تنتهي رغبتهم، فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة، ثم يصعد تبارك وتعالى على كرسيه فيصعد معه الشهداء والصديقون - أحسبه قال‏:‏ - ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم، درة بيضاء لا قصم فيها ولا فصم، أو ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء منها غرفها وأبوابها مطردة، فيها أنهارها متدلية، فيها ثمارها، فيها أزواجها وخدمها، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه كرامة، وليزدادوا فيه نظراً إلى وجهه تبارك وتعالى، ولذلك دعي يوم المزيد‏"‏‏.‏
رواه البزار والطبراني في الأوسط بنحوه وأبو يعلى باختصار ورجال أبي يعلى رجال الصحيح وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد وثقه غير واحد وضعفه غيرهم وإسناد البزار فيه خلاف‏.‏
18772- وعن حذيفة - يعني ابن اليمان - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم في كفه مثل المرآة في وسطها لمعة سوداء، قلت‏:‏ يا جبريل ما هذه‏؟‏ قال‏:‏ هذه الدنيا، صفاؤها وحسنها‏.‏ قلت‏:‏ ما هذه اللمعة السوداء‏؟‏ قال‏:‏ هذه الجمعة، قلت‏:‏ وما يوم الجمعة‏؟‏ قال‏:‏ يوم من أيام ربك عظيم، فذكر
شرفه وفضله واسمه في الآخرة، فإن الله إذا صير أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار وليس ثم ليل ولا نهار، قد علم الله عز وجل مقدار تلك الساعات، فإذا كان يوم الجمعة في وقت الجمعة التي يخرج أهل الجمعة إلى جمعتهم، فينادي مناد‏:‏ يا أهل الجنة اخرجوا إلى دار المزيد، فيخرجون في كثبان المسك‏"‏‏.‏
قال حذيفة‏:‏ والله لهو أشد بياضاً من دقيقكم‏.‏ ‏"‏فيخرج غلمان الأنبياء على منابر من نور، وتخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت، فإذا قعدوا وأخذ القوم مجالسهم بعث الله عز وجل ريحاً تدعى‏:‏ المثيرة، فتثير عليهم المسك الأبيض، فتدخله في ثيلبهم، وتخرجه من جيوبهم، فلا لريح أعلم بذلك الطيب من امرأة أحدكم لو دفع إليها طيب أهل الدنيا، ويقول الله عز وجل‏:‏ أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب وصدقوا رسلي‏؟‏ فهذا يوم المزيد، يجتمعون على كلمة واحدة‏:‏ إنا قد رضينا، فارض عنا‏.‏ ويرجع إليهم في قوله لهم‏:‏ يا أهل الجنة لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي، فهذا يوم المزيد، فسلوني‏.‏ فيجتمعون على كلمة واحدة‏:‏ أرنا وجهك ننظر إليه‏"‏‏.‏
قال‏:‏ ‏"‏فيكشف الله تعالى الحجب ويتجلى لهم تبارك وتعالى فيغشاهم من نوره، فلولا أن الله قضى أن لا يموتوا لاحترقوا، ثم يقال لهم‏:‏ ارجعوا إلى منازلكم، فيرجعون وقد خفوا على أزواجهم وخفين عليهم مما غشيهم من نوره تبارك وتعالى، فلا يزال النور يتمكن حتى يرجعوا إلى حالهم أو إلى منازلهم التي كانوا عليها، فيقول لهم أزواجهم‏:‏ لقد خرجتم من عندنا بصور ورجعتم إلينا بغيرها، فيقولون‏:‏ تجلى لنا ربنا عز وجل فنظرنا إلى ما خفينا به عليكم‏"‏‏.‏
قال‏:‏ ‏"‏فهم يتقلبون في مسك الجنة ونعيمها في كل سبعة أيام‏"‏‏.‏
رواه البزار وفيه القاسم بن مطيب وهو متروك‏.‏
18773- وعن جابر قال‏:‏
‏"‏إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله عز وجل‏:‏ يا عبادي هل تسألوني شيئاً فأزيدكم‏؟‏ قالوا‏:‏ يا ربنا ما خير مما أعطيتنا‏؟‏ قال‏:‏ رضواني أكبر‏"‏‏.‏
رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة وهو متروك‏.‏

باب منازل المتحابين في الله تعالى
18774- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إن المتحابين في الله لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي، فيقال‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ فيقال‏:‏ هؤلاء المتحابون في الله عز وجل‏"‏‏.‏
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

باب كفارة المجلس
وقد تقدم في كتاب الأذكار‏.‏
18775- عن جبير بن مطعم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏من قال‏:‏ سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر كان كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له‏"‏‏.‏
18776- وفي رواية‏:‏
‏"‏كفارة المجلس أن لا يقوم حتى يقول‏:‏ سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت تب علي واغفر لي، يقولها ثلاث مرات، فإن كان في مجلس لغط كان كفارة له، وإن كان مجلس ذكر كان طابعاً عليه‏"‏‏.‏
رواه كله الطبراني ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح‏.‏
قلت‏:‏ وقد تقدمت طرق هذا الحديث في الأذكار‏.‏ 
خاتمة الكتاب
كمل وتم إن شاء الله تعالى، ولله الحمد والمن والفضل، ونسأل الله سبحانه النفع به لي وللمسلمين في خير وعافية‏.‏ آمين‏.‏
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً آمين‏.‏
في طيبة الطيبة مصلياً مسلماً حامداً، على صاحبها أفضل الصلوات وأكمل التحيات أولاً وآخراً، ظاهراً وباطناً‏.‏
الحمد لله أرحم الراحمين‏.‏
هذا الجزء وما قبله استقر على ملك المقر الأشرف العالمي العاملي الوحيدي الفريدي الفتحي فتح الله كاتب السر الملكي الناصري أعز الله تعالى أنصاره وختم بالصالحات أعماله وبلغه من ربه عز وجل آماله وحسن عاقبته ومآله يا من لا حكم في الوجود إلا له وصلى الله على الشفيع في العصاة نبي يخر ساجداً لمولاه ويسأله فيجيب الرحمن سؤاله‏.‏ اهـ‏.‏

خاتمة
كمل الجزء العاشر من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد وهو آخر كتاب ولله الحمد والمن والفضل في تاسع عشري شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانمائة على يد فقير رحمة ربه أحمد بن محمد بن منصور بن هاشم الفوي غفر الله لمن نظر فيه ودعا له‏.‏
الحمد لله أرحم الراحمين
هذا الجزء وما قبله استقر على ملك المقر الأشرف العالمي العاملي الوحيدي الفريدي الفتحي فتح الله كاتب السر الملكي الناصري أعز الله تعالى أنصاره وختم بالصالحات أعماله وبلغه من ربه عز وجل آماله وحسن عاقبته ومآله يا من لا حكم في الوجود إلا له وصلى الله على الشفيع في العصاة نبي يخر ساجدا لمولاه ويسأله فيجيب الرحمن سؤاله‏.‏




28.علاقة منتصف سورة الطلاق بأولها تلك العلاقة اللصيقة

علاقة منتصف سورة الطلاق بأولها تلك العلاقة اللصيقة  

  ومعني العتو في قوله تعالي{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِۦ فَحَاسَبْنَٰهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَٰهَا عَذَابًا نُّكْرًا (الطلاق - 8)/سورة الطلاق}

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالي {{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)/سورة الطلاق }

ففيها

/ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ

/ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8)

/ ) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) / أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا

/ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)

/رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ

/ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا

/قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)

/اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ

/ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)/سورة الطلاق }

١- گأَيَّنْ

تعريفها: 1.كناية عن العدد ،

2.خبرية مثل "كم" 

3.وتدل عن الكثرة

4.ولاتحتاج إلى جواب

5.وتمييزها مفرد مجرور   ب"من"ويجوز نصبه . مثل : "گأين من فقير أعطيته".

"وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) "


كأين : خبرية تكثيرية بمعني كم، في محل رفع المبتدأ .

 
من قرية  : جر ومجرور ، والجار والمجرور تمييز كأين .
عتت: فعل ماضٍ مبني على الفتح ، والتاء ضمير مستتر مبني على الضم في محل رفع الفاعل ، ومفعولها مقدر ب هي    \والهاء ضمير مقدر  مبني في محل نصب مفعول به ، والجملة الفعلية "عتت"في محل رفع خبر " كأين"
ومثل قوله تعالى : { وكأين من دابة لا تحمل رِزْقَها الله يَرْزُقُهَا الله وهو السميع العليم}[العنكبوت :٦٠]
كأين: خبرية تكثيرية بمعني "كم" ،في محل رفع المبتدأ .
من دابة: جار ومجرور، "تمييزكأين".
لاتحمل : "جملة فعلية "في محل جر نعت .
الله يرزقها : جملة اسمية في محل رفع خبر "كأين".
-

ملحوظة:
"
كأين مبتدأ وخبرها غالبًا ما يكون جملة فعلية ، ولكن يبقى أعرابها كإعراب كم " كمّا ذكرنا أعرب "كم" سابقا.

كــأين :
وهى اسم مبنى علي السكون دائما ، يعطى معنى "كم الخبرية" فتفيد الإخبار عن الكثرة. مثال :
كأين من غني لا يقنع ــ وقوله تعالي "وكأين من نبى قاتل معه ربيون كثير"

حكم تمييزها : يكون تمييزها دائما مفردا مجرورا بحرف الجر " من " .

لاحـــظ: تعرب كأين دائما اسم مبنى على السكون فى محل رفع مبتدأ والجملة بعد تمييزها خبر.
مثال إعرابي : " كأين من غني لا يقنع "
كأين : اسم مبني علي السكون في محل رفع مبتدأ ــ من : حرف جر مبني لا محل له من الإعراب ـ غني تمييز مجرور بحرف الجر من وعلامة الجر الكسرة ـ لا : حرف نفي مبني لا محل له من الإعراب ـ يقنع : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر تقديره " هو " والجملة الفعلية " لا يقنع " في محل رفع خبر لــ " كاين " .

وقد ذكر الباري جل وعلا هنا الاية مباشرة بعد احكام طلاق سورة الطلاق للاتي

1.= لأن هذه الأحكام الجديدة علي مجتمع النبي صلي الله عليه وسلم 

 /a/انزلها ليبدل بها الأحكام السابقة في سورة البقرة وهو سبحانه العليم الخبير بمكنونات ما في الصدور وهو الاعلم بما جُبلت عليه أنفسهم من ارتباطهم الشديد بما ألفوا عليه أنفسهم وعاداتهم [ كما هو الشأن في عادات كثيرة بدلها الله تعالي مراعيا عنصر التدرج لخلع هذه العادات من نفوسهم مثل عادات الخمر والميسر والازلام ورضاعة  الكبير وكثير ذكره القران في موضعه]وليس من السهل عليهم ارتباطهم بعادات جديدة بعد  تنزيل تبديل هذه العادات التدريجي الا بموعظة جديدة تملأ قلوبهم وتستقر في وجدانهم بعد أن يألفوها وقد علم الله تعالي فمهدهم اليها بالرضا والاذعان لله ورسوله أو بالتوعد والزجر والترهيب من عدم تنفيذ ما أنزله الله هذا وقد تضمنت سورة الطلاق تنزيلا جديدا بقاعدة جديدة غير التي كانت سائدة قبل تنزيل سورة الطلاق هذه  تمثل في عكس القاعدة السابقة بعنصريها في كلا التشريعين  فمن طلاق ثم عدة انعكست القاعدة الجديدة الي عدة  اولا ثم طلاق او امساك ولأن الله تعالي قد جعل لكل شيء قدرا فلابد أن أي تبديل أو تغيير في الاحكام المنزلة بالتنجيم او التتابع الزمني يكون بنفس القدر ولا يمكن التعامل مع حكم الطلاق في السورتين الا بهذا الميزان المقدر

= وقد نتج عن هذا التنزيل التابع لسورة الطلاق الاتي

1= ان تبدل كل الاحكام المنبنية علي قاعدتي كل من السورتين بنفس نسبة التعاكس بينهما

=* [يعرض صفحة من صفحات المدونة تفصيلية او رابطها]

=* وتسلسل تنزيل الاحكام الجديدة لسورة الطلاق بينها الباري في

1=* ايات بيان تنزيل التكليف الجديد { في قوله تعالي /وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ   / وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ   /وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ   / لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا   // ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ   // وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا  /وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ   / وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ   / إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ   / قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا  // وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)[[[ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ]]] هذا الامر من الله تعالي والذي جعل الله له قدره الذي لا يقل مثقال ذرة ولا يزيد عنه مثقال ذرة ...وهو نفس القدر الذي انذرنا به في اخر السورة مذكرا ايانا بعدة بداهات  كذا  وكذا  فاما القدر الذي انذرنا به في اخر السورة 1- فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ  2. اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ [ ايات التنزيل الجديد في سورة الطلاق   بعكس قاعدة التشريع السابق في سورة القرة المنسوخ منهل جل احكام طلاقها ] لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ وليعلم كل المؤمنون أن شأن الله في التنزيل والتشريع كما هو في كل شأنه جل وعلا  سبقت عليه قدرته المطلقة الأبدبة الأزلية ] وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [ وأن علمه جل وعلا محيط لا يتخلف عنه شيئ أبد وأزلا]   فبين سبحانه وتعالي انه ينزل ما يشاء وقتما يشاء ولا يقاس مجال التصور بتصوراتكم البشرية المحدودة --- - واما تذكيره ايانا ببداهات لا تغيب عن خاطر مؤمن وهي قدرته وغلبته علي ما يريد من تنزيل لايات الطلاق هذه المسطور فيها شرعه الجديد  فقال لنا [فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا   ** قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ }  أما المقصود الالهي منها [لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ /سورة الطلاق وذلك بتنزيله سبحانه لكل ما يريد وخاصة هنا من تنزيل أحكام الطلاق الجديدة بعكس قاعدتي الطلاق بينهما [ أي بين سورة البقرة وسورة الطلاق] وحدوث تعاليات هذا التنزيل من نورمخرج من الظلام ومن يقين مخرج من الظن ومن إحكام مخرج من التشابه ومن ظلام الإختلاف الي أنوار  الإئتلاف ومطلق الوضوح في تنزيل سورة الطلاق ] هكذا كان ارتباط أخر سورة الطلاق بأولها وكان الفاصل بين تفصيل التشريع في اول السورة وبين  تقرير تطبيق التشريع لنفس السورة هو 1. وكأين من قرية عتت .......... 2. حادثة تطليق عبد الله بن عمر لإمرأته ______ فهما الفاصل بين 1.توعد الباري لكل من أعرض عن تنزيله   2.وبيان النبي محمد صلي الله عليه وسلم لكيفية الطلاق الجديد المنزل من سبع سماوات كأمر من الله القادر وبين الممحو من باقي تشريعات الطلاق السابقة الا ما أذن الله بامتداده ليمتد الي أحكام طلاق سورة الطلاق مثل * اقرار عدة ذوات الاقراء كما هي لكن في ضوابط الشريع الجديد بأن يتم التطليق لهن بعد انتهاء عدتهن وليس قبلها وبقي من تشريع البقرة في الطلاق حكم الخلع لكن بضوابط التشريع الجديد يعني بعد العدة وليس قبلها وسائر تشريعات ومثل حكم العضل بقي كما هو وان اصبح لا تأثير له من الناحية العملية   ولدخوله في الاية [وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ] سورة الطلاق حيث صارت المرأة فيها أي في عدة الاحصاء  وفي سورة الطلاق صارت زوجة لا مطلقة   ]

==================================

 ==== معني العتو والمقصود الالهي من ذكره هنا في عقب تشريع الطلاق الجديد

 

كلمة ( وَكَأِيِّن ) اسم لعدد كثير منهم ، يفسره ما بعده ، فهى بمعنى " كم " الخبرية التى تفيد التكثير ، وهى مبتدأ ، وقوله ( مِّن قَرْيَةٍ ) تمييز لها .

 

وجملة ( عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا ) خبر للمبتدأ .

 

 والعتو : الخروج الشديد عن الطاعة مع العلو والاستكبار، يقال : عتا فلان يعتو عتوا وعتيا . إذا تجبر وطغى وتجاوز الحدود فى الاستكبار والعناد .

 
والمراد بالقرية : أهلها ، على سبيل المجاز المرسل ، من إطلاق المحل وإرادة الحال ، فهو كقوله - تعالى - : ( وَسْئَلِ القرية التي كُنَّا فِيهَا ) والقرينة على أن المراد بالقرية أهلها ، قوله - تعالى - بعد ذلك : ( أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً . . ) .
والمراد بالمحاسبة فى قوله ( فَحَاسَبْنَاهَا . . ) المجازاة والمعاقبة الدنيوية على أعمالهم ، بدليل قوله - تعالى - عن العذاب الأخروى بعد ذلك ( أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً . . ) .
ويجوز أن يراد بالمحاسبة هنا : العذاب الأخروى ، وجىء بلفظ الماضى على سبيل التأكيد وتحقق الوقوع ، كما فى قوله - تعالى - : ( ونادى أَصْحَابُ الجنة أَصْحَابَ النار . . ) ويكون قوله - سبحانه - : ( أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً . . ) تكريرا للوعيد .
والمعنى : وكثير من أهل القرى الماضية ، خرجوا عن طاعة ربهم ، وعصوا رسله ، فكانت نتيجة ذلك أن سجلنا عليهم أفعالهم تسجيلا دقيقا ، وجازيناهم عليها جزاء عادلا ، بأن عذبناهم عذابا فظيعا . وعاقبناهم عقابا نكرا . .
والشىء النكر بضمتين وبضم فسكون - ما ينكره العقل من شدة كيفية حدوثه إنكارا عظيما .
البغوى : وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا
قوله - عز وجل - : ( وكأين من قرية عتت ) عصت وطغت ( عن أمر ربها ورسله ) أي وأمر رسله ( فحاسبناها حسابا شديدا ) بالمناقشة والاستقصاء ، قال مقاتل : حاسبها بعملها في الدنيا فجازاها بالعذاب ، وهو قوله : ( وعذبناها عذابا نكرا ) منكرا فظيعا ، وهو عذاب النار . لفظهما ماض ومعناهما الاستقبال .
وقيل : في الآية تقديم وتأخير مجازها : فعذبناها في الدنيا بالجوع والقحط والسيف وسائر البلايا وحاسبناها في الآخرة حسابا شديدا .
ابن كثير : وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا
يقول تعالى متوعدا لمن خالف أمره ، وكذب رسله ، وسلك غير ما شرعه ، ومخبرا عما حل بالأمم السالفة بسبب ذلك ، فقال : ( وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله ) أي : تمردت وطغت واستكبرت عن اتباع أمر الله ومتابعة رسله ، ( فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا ) أي : منكرا فظيعا .
القرطبى : وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا
قوله تعالى : وكأين من قرية لما ذكر الأحكام ذكر وحذر مخالفة الأمر ، وذكر عتو قوم وحلول العذاب بهم . وقد مضى القول في " كأين " في " آل عمران " والحمد لله .
عتت عن أمر ربها ورسله أي عصت ; يعني القرية ، والمراد أهلها .

 
فحاسبناها حسابا شديدا أي جازيناها بالعذاب في الدنيا

 
وعذبناها عذابا نكرا في الدنيا والآخرة

 

 وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ; فعذبناها عذابا نكرا في الدنيا بالجوع والقحط والسيف والخسف والمسخ وسائر المصائب ، وحاسبناها في الآخرة حسابا شديدا . والنكر : المنكر

 

 وقرئ مخففا ومثقلا ; وقد مضى في سورة " الكهف " .
الطبرى : وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا
يقول تعالى ذكره: سَيَجْعَلُ اللَّهُ للمقلّ من المال المقدور عليه رزقه بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا يقول: من بعد شدّة رخاء، ومن بعد ضيق سعة، ومن بعد فقر غنى.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا بعد الشدة الرخاء.
وقوله: ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ) يقول تعالى ذكره: وكأين من أهل قرية طغوا عن أمر ربهم وخالفوه، وعن أمر رسل ربهم، فتمادوا في طغيانهم وعتّوهم، ولجوا في كفرهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط عن السدي، في قوله: ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ) قال: غَيَّرت وَعَصَت.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا ) قال: العتو هاهنا الكفر والمعصية، عتُوّا: كفرًا، وعتت عن أمر ربها: تركته ولم تقبله.
وقيل: إنهم كانوا قومًا خالفوا أمر ربهم في الطلاق، فتوعد الله بالخبر عنهم هذه الأمة أن يفعل بهم فعله بهم إن خالفوا أمره في ذلك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني ابن عبد الرحيم البرقي، قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت عمر بن سليمان يقول في قوله: ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ) قال: قرية عذّبت في الطلاق.
وقوله: ( فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا ) يقول: فحاسبناها على نعمتنا عندها وشكرها حسابًا شديدًا، يقول: حسابًا استقصينا فيه عليهم، لم نعف لهم فيه عن شيء، ولم نتجاوز فيه عنهم.
كما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، قوله: ( فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا ) قال: لم نعف عنها الحساب الشديد الذي ليس فيه من العفو شيء.
حدثني عليّ، قال: ثنا أَبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا ) يقول: لم نرحم.
وقوله: ( وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا ) يقول: وعذبناها عذابًا عظيمًا منكرًا، وذلك عذاب جهنم.
ابن عاشور : وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) لما شُرعت للمسلمين أحكام كثيرة من الطلاف ولَواحِقه ، وكانت كلها تكاليف قد تحجُم بعضُ الأنفس عن إيفاء حق الامتثال لها تكاسلاً أو تقصيراً رغّب في الامتثال لها بقوله : { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً يُسْراً * وَكَأِيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فحاسبناها حِسَاباً شَدِيداً وعذبناها عَذَاباً نُّكْراً * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عاقبة أَمْرِهَا خُسْراً * أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فاتقوا الله ياأولى الألباب الذين ءَامَنُواْ قَدْ أَنزَلَ الله إِلَيْكُمْ ذِكْراً [ الطلاق : 2 ] وقوله : { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً } [ الطلاق : 4 ] ، وقوله : { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً } [ الطلاق : 5 ] وقوله : { سيجعل الله بعد عسر يسراً } [ الطلاق : 7 ] .
وحذر الله الناس في خلال ذلك من مخالفتها بقوله : { وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه } [ الطلاق : 1 ] ، وقوله : { ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر } [ الطلاق : 2 ] أعقبها بتحذير عظيم من الوقوع في مخالفة أحكام الله ورسله لقلة العناية بمراقبتهم ، لأن الصغير يُثير الجليل ، فذكَّر المسلمين ( وليسوا ممن يعتوا على أمر ربهم ) بما حلّ بأقوام من عقاب عظيم على قلة اكتراثهم بأمر الله ورسله لئلا يسلكوا سبيل التهاون بإقامة الشريعة ، فيلقي بهم ذلك في مَهواة الضلال .
وهذا الكلام مقدمة لما يأتي من قوله : { فاتقوا الله يا أولي الألباب } الآيات . فالجملة معطوفة على مجموع الجمل السابقة عطف غرض على غرض .
و { كأيّن } اسم لعدد كثير مُبهم يفسره ما يميزه بعده من اسم مجرور بمن و { كأيّن } بمعنى ( كَم ) الخبرية . وقد تقدم عند قوله تعالى : { وكأيّن من نبيء قتل معه ربيون كثير } في [ آل عمران : 146 ] .
والمقصود من إفادة التكثير هنا تحقيق أن العذاب الذي نال أهل تلك القرى شيء ملازم لِجزائهم على عتوّهم عن أمر ربهم ورسله فلا يتوهم متوهم أن ذلك مصادفة في بعض القرى وأنها غير مطردة في جميعهم .
وكأيّن } في موضع رفع على الابتداء ، وهو مبني .
وجملة { عتت عن أمر ربها } في موضع الخبر ل { كأيّن } .
والمعنى : الإِخبار بكثرة ذلك باعتبار ما فُرع عليه من قوله : { فحاسبناها } فالمفرع هو المقصود من الخبر .
والمراد بالقرية : أهلها على حد قوله : { واسأل القرية التي كنا فيها } [ يوسف : 82 ] بقرينة قوله عَقب ذلك { أعد الله لهم عذاباً شديداً } إذ جيء بضمير جمع العقلاء .
وإنما أوثر لفظ القرية هنا دون الأُمة ونحوها لأن في اجتلاب هذا اللفظ تعريضاً بالمشركين من أهل مَكة ومشايعةً لهم بالنذارة ولذلك كثر في القرآن ذكر أهل القرى في التذكير بعذاب الله في نحو { وكم من قرية أهلكناها } [ الأعراف : 4 ] .
وفيه تذكير للمسلمين بوعد الله بنصرهم ومحق عدوّهم .
والعتوّ ويقال العُتِيّ : تجاوز الحدّ في الاستكبار والعناد .
وضمن معنى الإِعراض فعدي بحرف { عن } .
والمحاسبة مستعملة في الجزاء على الفعل بما يناسب شدته من شديد العقاب ، تشبيهاً لتقدير الجزاء بإجراء الحساب بين المتعاملين ، وهو الحساب في الدنيا ، ولذلك جاء { فحاسبناها } و { عذبناها } بصيغة الماضي .
والمعنى : فجازيناها على عتوّها جزاءً يكافىء طغيانها .
والعذاب النُكُر : هو عذاب الاستئصال بالغرق ، والخسف ، والرجم ، ونحو ذلك .
وعطفُ العذاب على الحساب مؤذن بأنه غيره ، فالحساب فيما لقوه قبل الاستئصال من المخوفات وأشراط الإِنذار مثل القحط والوباء والعذاب هو ما توعدوا به .
ولك أن تجعل الحساب على حقيقته ويراد به حساب الآخرة . وشدته قوة المناقشة فيه والانتهارُ على كل سيئة يحاسبون عليها .
والعذاب : عذاب جهنم ، ويكون الفعل الماضي مستعملاً في معنى المستقبل تشبيهاً للمستقبل بالماضي في تحقق وقوعه مثل قوله : { أتى أمر الله } [ النحل : 1 ] ، وقوله : { ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار } [ الأعراف : 44 ] .
والنُكُر بضمتين ، وبضم فَسكون : ما ينكره الرأي من فظاعة كيفيته إنكاراً شديداً .
وقرأ نافع وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوبُ { نكُراً } بضمتين . وقرأه الباقون بسكون الكاف . وتقدم في سورة الكهف .
إعراب القرآن : وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا
«وَ» الواو حرف استئناف «كَأَيِّنْ» اسم كناية بمعنى كثير مبني على السكون في محل رفع مبتدأ «مِنْ» حرف جر زائد «قَرْيَةٍ» تمييز «عَتَتْ» ماض وفاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها «عَنْ أَمْرِ» متعلقان بالفعل «رَبِّها» مضاف إليه «وَرُسُلِهِ» معطوف على ما قبلها ، «فَحاسَبْناها» الفاء حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله «حِساباً» مفعول مطلق «شَدِيداً» صفة «وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً» معطوف على ما قبله.

 


===========